لولا الحياء لهاجني استعبار
و هل يستحي قبر من محب ؟
لست أدري لم أشعر أن الزمن يجب أن يدركني قبل غرقي في طيات المستقبل ، عليه أن ينثني و يجرني نحو قبل عشرة أو أكثر من السنوات، عندما كان للريح رائحة و للسماء لونا .... حينها كان قلبي ينتفض حنيناً عندما يسمع لحن صوتها ... و أواه على زمن يمضي و يعبث بنا في دنيا يكاد يتخبطنا فيها مس الجنون ، لتصبح خطانا مثل ركض جراذين تهاجم قطة لم تفتح عينيها بعد.
تلك أول الثنايا و آخر البقايا ، غريب في دار العرب ، وحيد في الجنة ، و أي جنة ، يصارعها الموت راغباً بأكبر نصيب... و صمتها يكاد يفلق الرأس من شدته، و لنسماتها هزيز برد و مطر باعث على الغضب و الكره... أبحث عنك ، فأنقذيني ... ساعدي زمني كي يجد بعضاً من ريحي و يجرني لماض عتيق اشتقت له ، أتذكرين معول حسان القديم ، ذاك المرمي تحت تراب الكوخ العتيق ... لكم أتمنى أن تخرجيه و تشقي قلباً آل إلى السواد و تزرعي مكانه حصاه .... فعلى الأقل فإن الحصاة تتدحرج مع هدير الموج.
عندها ، أعدك أني سأسمح لك بزيارة قبري ... لترقصي عليه رقصتك الشيطانية المفضلة ، و عندها ، أعدك أنني سأبكي بهدوء