Avatar

ward

@0ward

كَما أن هذِه الهشاَشة ، كثيرة علىَ روحٍ واحدة
Avatar

| صندوق رسائل (٠٨)

و يؤرقني ، أنك َ لا تأتي ،

العزيز شعلة ،

أكتب إليك من مكان ، لا تعرفه، لكنه يعرفك كما يعرفني ، مكان ، شهد كل انتصاراتي الصغيرة الصاخبة كطفل في الخامسة وانكساراتي العُظمى الصامتة كحشرجة موت قط في آخر الشارع  ، خبِر،  نوبات بكائي الحادة التي لا تنتهي عادة إلا بصداع حاد يعادل حدة مزاجيتك ، شهد ولادة فراشات المشاعر من رحم قلبي كما شهد دماءها على يدي _يدا الوحش في صدري_ حينما أضطررت لخنقها واحدة تلوى الأخرى دونما أي رحمة ،

كان هناك عند صراعات آخر الليل ، هناك عند توسلات ساعات النهار الأولى ..

" سريري "

أتعرف قدسيه مكان كهذا ، لامرأة كهاته ؟ لٱمرأتك هته؟

لن أراهن عليك و لا على ذكائك هنا

لن أنكِر أنك رجُل الخطط الكُبرى ، والخطوات الشاسعة ، طير ٌ، يقف بشموخ أعلى غصن شجرة الحياة ، لا ثقة بها بل بجناحيه ، رجلُ الكلمة الأخيرة ، السريعة ، الخاطفة كرصاصة ، لا يدرك القتيل فداحتها إلا بعد أن يشعر دفئ دمه يغمره كعناق أخير ، يائس ..

لكنك طِفل ، هنا .. هنا بالذات ايها الشقي ، أيها الشهي .. طفل عابث صدق حلما ذات ليلة وحينما أوجعه الواقع أقسم بألا ينام ثانية ..

أتعتقد _أيها العزيز _ أن الحب يُشبهها؟

الرصاصة الخاطفة :

كلمة قصيرة كمرحبا  ، نظرة سريعة كفضول ، إلتفاتة خاطفة كإعادة تفكير، ضحكة غير مخطط لها كذكرى قديمة ،

لمسه غير متعمدة كفكرة هاربة ..

أترى ؟

لا أسباب كونية عنيفة عميقة للوقوع في الحب

إنه هكذا : " وقوع "

وهناك _ أيها العنيد _ من يقع لأنه تعثر " بظِله " ..

أكُنت ظلي؟

ربما ..  وربما لا

لكنه يبدو منطقيا لطفلة لا تزال تتعلم أبجديات العقل ، تحاول إيجاد حل وسط بينه و بين عواصف مشاعرها ، و تعاند الجميع بأنهما ليسا ضدين ، بل قطعتان متكاملتان ، فراغ كل واحد منهما مصمم تماماً ليسده الجزء الفائض من الثاني

كعقلك القاسي كإشاحة أم

و قلبي الهش ك يد طفل فطيم

ظِلٌ :

كلما ركضت خلفه ، ابتعد على إتصالِه

وإن أنا توقفت،  توقف ، ومهما أطلت إنتظاره ، لم يقترب ولو قيد أنملة على قربِه

وأنا ،

يؤرقني أنك لا تأتي ،

بالمناسبة : هل تُقت يوما لعناق ظلك ؟

لضمه إليك،

لتربت على كتفه،

لتقبل جبينه ،

لتخبره أنه مرئي، أنه آمن ، حتى في النهارات المُعتمة حينما لا يضحك وجه الشمس

_ أنا أتوق لذلك ، أيها الشعلة ، أيها الظِل ، أيها الطفل ، يا رجل الكلمات الكُبرى ، يا رَجلي _

كُتب : ٢٠/٠٤/٢٠٢٤

( ٠٦:٤٠صباحا )

Avatar

لم تعد الوحدة مجرد شعور أضيق به ذرعا أو يضيق بي ، بعد طول عهد ، غدت شخصا ، أعرفه كما يعرفني، نتقاسم النهار بإيماءات خفية نتبادلها دونا عن كل المحيطين تماماً كما يتبادل عاشقان نظرات الحب خلسة ، وفي الليل ، يتحول كل منا إلى وعاء للآخر ، يملؤني برغباته الموحشة ، مزاجيته المفرطة و نوبات متقطعة من الحنين ، في حين أهبه مكانا إلى جانبي على السرير ، أتوسد ذراعه الباردة و أقص عليه حكايا السواد الغافي أسفل عيناي ، حكايا قُبلات الليل التي لا تزول ...

Avatar

مر زمن طويل منذ آخر مرة إلتقيت فيها الصباح في موعد قدومه الرسمي ، لست كسولة يا عزيزي لكنني أؤمن أن الصباحات لمن يمتلك يدين ، لمن يركض خلف شيء ، ليحكم قبضته عليه ، أما أنا ؟ فأنا يداي تضم ظلي إلى صدري و نركض هاربين من كل شيء ، و الآن ،في هذا الصباح الذي دُبر لي موعد لقائه كفخ ، أقف ، كشجرة عجوز اعتادت صمت فروعِ أغصانها ، أتلقى أول رفة جناح ببعض الرأفة و الكثير من الهلع : هذه الحروف تصنع من فمي عُشا لصغارها ، تمد منقارها لتغري لساني و تثبته بجمل وعبارات قَطفتها من غابات حلم قديم . ما آنستَ في أيها الزائر الصغير؟ ، حنينا من ربيع أم هجرا من مطر؟ ، لست ُ أدري ، غير أنني أعدك أن أكون شجرة تستطيع ترك فمها مغلقا إلى أن يقوى جناح صغارك ويحل موعد الرحيل .

Avatar

_ لم يتغير ، بعد كل تلك َ السنين ، لا يزال طيرا ،

ريشه لامع تماماً كما كان عِند أول رفة جناح ،

صوته عال ٍ ، واثق ، بغنةٍ ، شقي ، شهي كالسيل ،

مشيته كالهواء ، عابثة خفيفة

_ مالذي إختلف إذا؟

_ أوه ، إنها أنا ، الأزرق الذي ظن أنه سماؤه ، في حين أنه كان مجرد طلاء على شباك مهجور حط على حافته ليلة ليرتاح ، و رَحل ..

Avatar

أما أنا؟

فيوجعني خوف الحروف التي اعتادت الركض صوب صدرك كيف أنها اليوم تختبئ خلف شفتاي، خجلى ترتجف، تتوشح الصمت أمام حضورك ، تحجب نفسها عنك ، غريبا ، أنت الذي كنت أقرب الأقربين ! 💔

Avatar

ثم يتماهى صوته ، وكما يتكسر الصدى على جدار الصمت : يخبوا .. و ها أنا ذي ، وحدي ، أرتق الليلة بالليلة بحثا عن رنة حديثه القديم ، فلا أجده ..

Avatar

و أود أن أقول " أحبك " ، دون أن أسهر الليالي التي تليها أحرس حقل قلبي من مناجل الندم .

You are using an unsupported browser and things might not work as intended. Please make sure you're using the latest version of Chrome, Firefox, Safari, or Edge.