عزاء قديم...
نزلنا طوعا إلى غيابات الحزن، لم يتآمر الإخوة علينا ولم يلتهمنا الذئب،
فقط أضاعنا الرفاق سهوا في صخب المعارك التي خلفناها في العراء،
اخترنا الجب حالمين أن نصبح الغائب المنتظر في حكايات الناجي الأخير،
سيغشانا النوم قرونا ثم نصحو بعد نهاية كل شئ، نحتفل مع بقايا الخلق بذكرى غيابنا الكبير،
فلم يمر علينا فيه إلا يوما، قضيناه كعشر سنين، نَسِيَنا الرفاق عمدا ولم يلتقطنا بعض السيارة…..
أخرجنا الخذلان من الجب،،
لا نجد موطئا تسكن إليه الأقدام،،
ارتطمنا بالطوفان قدرا،
حاسري الرأس والأحلام، فلم يلتفت إلينا،
فقط أنزلتنا اللامبالاة بين منزلتين، لم نغرق، ولم نلحق بالسفينة،، لم نجد أنفسنا في كتب التاريخ، ولم تعرفنا قصص الأطفال في المدينة،،
وكمحاربين أضاع كل منهم حصناً، ليرث فوق الهزيمة، العجز عن وضع السيف في معارك الوسط، حين لا ينتمي للقاتل، أو يجد للمقتول إجابة لسؤال “فيم قُتِل”،
سلّمنا بالنسيان، واستغناء قيامتنا عن هتافاتنا، واستبدال الشوارع ألقاب الحضور الجديد بأسمائنا القديمة،،
اتكئنا على سنديانة كبيرة،
محدقين في تاريخ هذا العالم،
هذا نصيبنا الناحل من الحضور،
وفيه نصيبنا الحر من العزاء،، ، سيرحل كل شئ ويبقى ما نقشناه يأسا على لحاء باهت مؤازرة جميلة، لكل من التجئ قسرا إلى هذا الهامش مقتول بالهجر، مطوق بالخواء…